
عبد الكريم علاوي – الرباط-أكد الناخب الوطني وليد الركراكي أن المنتخب المغربي يدخل غمار نهائيات كأس الأمم الإفريقية التي تحتضنها المملكة المغربية، وهو واعٍ تمامًا بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقه، ومتشبث بالعمل القاعدي الذي انطلق منذ أزيد من عامين، بهدف المنافسة الجدية على اللقب القاري.
وأوضح الركراكي، خلال الندوة الصحافية التي تسبق مباراة المنتخب الوطني أمام نظيره من جزر القمر، أن التحضيرات لهذه المرحلة لم تكن وليدة اللحظة، قائلاً: “اشتغلنا لأكثر من عامين من أجل الوصول إلى هذا اليوم، ونحن جاهزون لدخول المنافسة. برنامجنا لم يتغير، حيث سيبدأ المنتخب يومه مبكرًا تزامنًا مع حفل الافتتاح، مع تركيز كامل على المباراة الأولى”.
وشدد مدرب “أسود الأطلس” على أن مواجهة جزر القمر لن تكون سهلة، محذرًا من الاستهانة بالمنافس، ومؤكدًا أن جميع مباريات كأس إفريقيا تتطلب أقصى درجات التركيز والانضباط التكتيكي.
وفي ما يتعلق بالضغوط المرتبطة بالإنجازات الأخيرة التي حققتها مختلف المنتخبات الوطنية، أكد الركراكي أنه لا يشعر بأي ضغط سلبي، معتبرًا أن التوتر الحالي إيجابي، وقال في هذا الصدد: “منذ التحاقي بالمنتخب سنة 2022، كان هدفي تغيير العقلية بالنتائج. اليوم نرى أن جميع الفئات السنية تسير في الاتجاه نفسه وتحقق الألقاب، ونريد أن نواصل ما بدأناه ونؤكد أن ما تحقق لم يكن صدفة، بل نتيجة العمل والجدية”.
وتطرق الناخب الوطني إلى الإكراهات المرتبطة بالإصابات، مشيرًا إلى أن الطاقم التقني أعد خططًا بديلة للتعامل مع الغيابات، موضحًا: “نواجه دائمًا مشاكل على مستوى اللائحة بسبب الإصابات، لكن اللاعبين يعرفون طريقة اللعب. إصابة حكيمي، وأمرابط، وإيغامان فرضت علينا حلولًا أخرى، وكل لاعب سيشارك يدرك جيدًا مسؤوليته داخل المجموعة”.
وبخصوص وضعية النجم أشرف حكيمي، أكد الركراكي أن اللاعب أبان عن احترافية كبيرة خلال الأسابيع الخمسة الماضية، من أجل العودة إلى الجاهزية، مشيرًا إلى أنه في حالة صحية جيدة، غير أن قرار مشاركته في المباراة المقبلة لم يُحسم بعد، حرصًا على سلامته وضمان استمراريته طيلة أطوار البطولة.
وفي حديثه عن الجمهور، شدد مدرب المنتخب الوطني على أن الدعم الجماهيري داخل الملعب يبقى عنصرًا حاسمًا، مؤكدًا أن الفريق يحتاج إلى تشجيع متواصل، وقال: “ما يمكننا ضمانه هو ما نقدمه داخل أرضية الميدان. نريد جمهورًا يشجع طيلة أطوار المباراة، وليس فقط الحضور من أجل الصور”، مضيفًا أن حلم أي مدرب هو قيادة المنتخب المغربي في كأس إفريقيا تُقام على أرض الوطن.
كما أبرز الركراكي غنى التركيبة البشرية للمنتخب الوطني، التي تجمع بين لاعبين ذوي خبرة من قبيل أشرف حكيمي، وعز الدين أوناحي، ورومان سايس، إلى جانب عناصر شابة واعدة مثل بلال الخنوس، وإلياس بنصغير، وإيلياس أخوماش، وآيت بودلال، معتبرًا أن هذا المزيج يشكل قاعدة أساسية لبناء جيل تنافسي قادر على تمثيل المغرب في أفق كأس العالم 2030.
وختم الركراكي حديثه بالتأكيد على أن الهدف واضح منذ الإقصاء من النسخة السابقة لكأس إفريقيا بالكوت ديفوار، والمتمثل في تصحيح الأخطاء والدخول بقوة في النسخة الحالية بالمغرب من أجل المنافسة على اللقب الغائب عن خزائن الكرة المغربية منذ سنوات، مشددًا على أن جميع المباريات ستكون صعبة ولا مجال للاستهانة بأي خصم.





