في إطار البرنامج العلمي السنوي لمركز عطاء للبحث في اللغة وأنساق المعرفة، وفي إطار احتفالية “مراكش عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي” ينظم المركز تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، مؤتمر عطاء الدولي في نسخته الثالثة في موضوع: “ابن برّجان الإشبيلي المراكشي: تعليل التأريخ وتأويل الكلمة.” بشراكة مع منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة إيسسكو، ووزارة الثقافة والشباب والتواصل، والمجلس الجماعي لمدينة مراكش، والمجلس العلمي الجهوي لجهة مراكش آسفي.
ويأتي احتفال مركز عطاء بعبد السلام بن برجان الإشبيلي المراكشي (ت 536 هـ) بالنظر إلى مكانته السامقة التي تعكسها إنتاجاته وتؤكدها كتب التراجم، وباعتباره مثالا شاهدا على التبادل الثقافي بين ضفتي المتوسط، مما يشكل فرصة خصبة لإعادة قراءة التراث الإنساني في تاريخ الغرب الإسلامي، خصوصا في الحقول المعرفية المتصلة بمجالات اشتغال ابن برجان، عبر مقاربات حديثة تفتح باب التجديد، وتُعلي من قيمة الحوار، وترسخ العيش المشترك.
كما تشكّل لحظة الاحتفال بمدينة مراكش عاصمةً للثقافة في العالم الإسلامي، فرصة لمركز عطاء للإسهام العلمي في تثمين الموروث الحضاري لمدينة مراكش التي أنجبت ولا تزال، أعلاما ورجالات طبعت تاريخ المملكة المغربية ومحيطها، وخلّدت لتاريخ فكري وتركة معرفية حرص المركز على نثرها في مختلف جلسات هذا المؤتمر من خلال مشاركات علمية وبحثية وازنة.
ولا يفوت مؤتمر عطاء في نسخته الثالثة أن يقف وقفة تكريم واعتراف لرجلين من رجالات المعرفة والثقافة والفكر بمدينة مراكش وخارجها، إذ يكرم المركز هذه السنة في إطار فعالياته، كلا من الدكتور فيصل الشرايبي الأستاذ الباحث بكلية الآداب والعلوم الإنسانية عين الشق بالدار البيضاء، والدكتور محمد فتح الله مصباح الأستاذ الباحث والمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بمراكش، اعترافا بمسارين معرفيين وإنسانيين خالدين، وتقديرا لرجلين وهبا من عمرهما خدمة للغة والمعرفة والإنسان.
كما يبرمج المؤتمر في إطار انفتاح مركز عطاء على محيطه الثقافي والحضاري، زيارة لضيوف ومشاركي المؤتمر إلى ضريح ابن برّجان وما يحيط به من مآثر شاهدة على تاريخ معرفي وحضاري كبير وعمق علمي لمدينة تستحق الكثير من “العطاء”.
ولا يفوت المركز شكر كافة الشركاء والمساهمين في إنجاح هذه النسخة من مؤتمر عطاء، ونخص بذلك جمعية الأطلس الكبير، ومجموعة العمران، بالإضافة إلى جمعية مغرب شباب، والجمعية الجهوية للمرشدين السياحيين، والمركز الدولي لخدمة اللغة العربية، ومؤسسة آفاق للدراسات والنشر، وكافة الشركاء الإعلاميين المواكبين لهذا الحدث المعرفي الكبير خاصة الإذاعة الجهوية لمراكش، ومؤسسة راديو بلوس.