مع اقتراب موعد إجراء امتحانات البكالوريا، يرتفع منسوب التوتر والقلق في صفوف التلميذات والتلاميذ الساعين لنيل هذه الشهادة الفارقة في مسارهم، باعتبارها مفتاح المستقبل الزاهر.
وبين مطرقة الآمال الشخصية وسندان الضغوط الاجتماعية والمراجعة المكثفة، يعد التوازن عاملا مهما في تعزيز فرص النجاح.
في هذا الإطار، تقدم المدربة المتخصصة في إدارة التوتر والتحكم في الضغط النفسي، عتيقة أبنقصر الزايري، في حديث مع وكالة المغرب العربي للأنباء، نصائح قيمة لمساعدة التلاميذ المقبلين على اجتياز امتحانات البكالوريا على تدبير هذه المرحلة الهامة في مسارهم الدراسي بهدوء وفعالية.
+ التوتر، رد فعل طبيعي ! +
تؤكد المدربة أن التوتر الذي يسبق الامتحان يعتبر رد فعل طبيعي. وتميز في هذا الإطار بين نوعين من التوتر » إيجابي وسلبي، على شاكلة الكولسترول النافع والضار ».
وأوضحت أن التوتر الإيجابي، والمعروف أيضا باسم « التوتر البيولوجي »، يعد مصدرا للتحفيز وتطوير القدرة على مواجهة التحديات، مشيرة إلى أن « الحصول على شهادة البكالوريا هو أحد الأهداف التي يتيح تحقيقها الإحساس بسعادة بالغة ».
وفي المقابل، فإن آثار التوتر السلبي تكون أحيانا مدمرة للصحة العقلية والجسدية. وترى السيدة الزايري أن جعل التوتر عنصرا محفزا، وليس عاملا معيقا، يمر عبر « مواجهة التحديات، التي تشكل فرصة لإعادة التواصل مع الذات، وتقييم القدرات وتحديد طرق تحقيق الأهداف ».
وللقيام بذلك، توصي المختصة بتملك أدوات النجاح، من قبيل تقنية رسم الخرائط الذهنية التي تتيح التمثيل البصري للأفكار، وبلورة الذكاء الجماعي وغيرها من التقنيات التي تحفز روح الإبداع.
+ بعض النصائح العملية +
حتى تمر فترة التحضير لامتحانات البكالوريا في أحسن الظروف، تقدم السيدة الزايري جملة من النصائح العملية والتقنيات البسيطة التي من شأنها مساعدة التلاميذ على تجاوز هذا النوع من التحديات:
– إدارة الوقت من خلال وضع خطة للمراجعة، وتقسيم المهام وربطها بمواعيد واقعية، وتجنب المماطلة تفاديا للإرهاق في ما بعد. ويتعين أيضا إيلاء أهمية أكبر للمواد الأكثر صعوبة، والقيام بالتمارين التي تحتاج لتركيز كبير خلال فترات النشاط والفعالية.
– التركيز عنصر أساسي آخر في عملية التنظيم، ذلك أن الدماغ يعالج، على نحو أمثل، المعلومات التي تصل إليه بالتتابع والترتيب. وعليه، ينبغي التحرر من المشاعر المشوشة الناتجة عن القلق، مع الحصول على فترات راحة بين الفينة والأخرى.
– التنفس: عندما يرتفع منسوب التوتر والقلق، يشعر الشخص بصعوبة في التنفس، في حين يحتاج الدماغ إلى الأوكسجين بشكل مضاعف للتفكير والحفظ. لذلك، من المهم اعتماد تقنية التنفس البطيء والعميق عدة مرات في اليوم انطلاقا من البطن، ورفع الذراعين أثناء المشي للحصول على تنفس أفضل.
– يعد تخيل النجاح تقنية فعالة لتعزيز الصحة العقلية، إذ يمكن للتلميذ أن يخصص بضع لحظات من وقته ليتخيل نفسه وهو يجيب عن الأسئلة ببراعة وهدوء، ليشعر بالرضا عن رؤية جهوده وهي تتكلل بالنجاح.
– التغذية السليمة: ي وصى بتناول الأغذية غير المصنعة، الغنية بالمعادن والفيتامينات والأوميغا الضرورية لعمل الجهاز العصبي.
– الحرص على وجود بيئة عمل تساعد على التركيز والإنتاجية.
– الحفاظ على سلوك إيجابي من خلال إحاطة التلميذ نفسه بالأصدقاء أو أفراد الأسرة أو الأساتذة الذين يقدمون الدعم والتشجيع، وعدم التردد في طلب مساعدتهم إذا لزم الأمر.
– الحرص على الصحة البدنية والعقلية، من خلال ممارسة التأمل والتمارين الرياضية المنتظمة، ونيل القسط الكافي من النوم للحفاظ على التوازن، عملا بمقولة « العقل السليم في الجسم السليم »، والضحك الذي يعد أيضا علاجا ومضادا قويا للتوتر.
+ وماذا عن دور الآباء ؟ +
بالنسبة للآباء، تعد البكالوريا محطة مهمة في حياة أبنائهم، وينتاب القلق كثيرا منهم بسبب هذا الامتحان، ذلك ما يفسر كل الضغط الذي قد ينقلونه إليهم وكل الإجراءات التي يتخذونها لمواكبتهم في هذه الاستعدادات: مثل الدروس الخصوصية، والتدريب على التحكم في التوتر.
ويتمثل السلوك الإيجابي في الحفاظ على الهدوء، لأن الأمر يتعلق بامتحان مثل باقي الامتحانات. فتلاميذ المرحلة الثانوية معتادون على إجراء الامتحانات منذ الفصول الأولى للمدرسة.
خلصت المدربة المعتمدة إلى القول بأن « التفاؤل مفتاح النجاح »، داعية أولياء أمور التلاميذ إلى تعزيز الاستقلالية والشعور بالمسؤولية لدى أبنائهم. كما توصي بزرع الثقة في الأبناء من خلال منحهم هامشا من الحرية أثناء الاستعداد للامتحان، وتجنب ممارسة ضغط إضافي عليهم.