أكد الباحث في العلوم السياسية، الشرقاوي الروداني، أن تعيين صاحب الجلالة الملك محمد السادس لسفراء جدد يشكل حركية دبلوماسية جوهرية تعكس إرادة ملكية استباقية أمام التحديات المعاصرة التي يواجهها المغرب، خاصة في ما يتعلق بالدفاع عن مصالحه الاستراتيجية والعليا.
وأبرز الروداني، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن « جلالة الملك تفضل بتعيين 13 سفيرا جديدا، بما يدرج هذه الحركية ضمن استراتيجية حكامة دبلوماسية متجددة ومعززة »، مضيفا أن هذه التعيينات تهم بلدانا صديقة وشريكة للمملكة.
واعتبر الخبير الجيو-استراتيجي والأمني أن هذه الحركية في السلك الدبلوماسي تأتي في سياق وطني تميز بالخطاب الملكي السامي أمام البرلمان، في 11 أكتوبر الجاري، والذي أعطى فيه جلالة الملك زخما جديدا وتوجيهات استراتيجية للعمل الدبلوماسي، من خلال التأكيد على تعبئة كل آليات الدبلوماسية المغربية (المؤسساتية والحزبية والبرلمانية) بهدف تعزيز مكانة المملكة أمام الرهانات الجيوسياسية العالمية.
وفي الواقع، يسجل الروداني، إذا كانت الحركية الأخيرة للسفراء، في أكتوبر 2023، قد استهدفت الشركاء الاستراتيجيين التقليديين للمملكة مثل الولايات المتحدة، وفرنسا، والصين، ومصر والأردن، فإن الحركية الحالية تهم بلدانا مهمة أخرى بجوار المملكة.
وأبرز أن تعيين خمسة سفراء جدد في بلدان إفريقية سيعزز حضور المغرب في القارة، والتي تشكل ركيزة أساسية للسياسة الخارجية المغربية بقيادة جلالة الملك، لافتا إلى أنه تم تعيين أربعة سفراء آخرين في أوروبا، القارة الاستراتيجية للمبادلات الاقتصادية والسياسية للمغرب، في حين تم تعيين ثلاثة دبلوماسيين جدد في آسيا، وآخر في منطقة الكاريبي، مما يدل على التزام المملكة بتنويع شراكاتها.
وفي ما يتعلق ببروفايلات السفراء المعينين، فإن هذه الحركية تتميز بضخ « دماء جديدة »، بتولي 11 دبلوماسيا جديدا هذا المنصب الرفيع لأول مرة، مبرزا أن هذه المقاربة تجسد الإرادة الملكية في تحديث وبث دينامية في الجهاز الدبلوماسي، من خلال إضفاء آفاق مبتكرة وطاقة جديدة على تمثيلية المملكة في الخارج.
وخلص الروداني إلى أن تعيين سفراء جدد يجسد دبلوماسية ملكية تقوم على الاستباقية والحزم في مواجهة عالم متغير باستمرار، حيث يلائم المغرب، بقيادة جلالة الملك، حكامته الدبلوماسية لرفع التحديات الاستراتيجية وتعزيز تحالفاته والدفاع عن مصالحه العليا بحزم وابتكار