أكد عضو القيادة الجماعية محمد المهدي بنسعيد، أن بلادنا حققت عددا من المكتسبات والنجاحات على مستوى قضية الصحراء المغربية، وهو ما يظهر عبر مواقف الدول العظمى، بالإضافة إلى المواقف الواضحة والدائمة للدول الصديقة والشقيقة، هذه الديناميكية التي يشهدها ملف الصحراء المغربية، وهو ما يعزز الثقة المتزايدة في مبادرة الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية، كأساس وحيد لحل هذا النزاع الإقليمي المفتعل.
وقال عضو القيادة الجماعية، في كلمته باسم القيادة الجماعية خلال فعاليات الدورة 29 للمجلس الوطني، المنعقدة يومه السبت 19 أكتوبر الجاري بسلا، برهانات سياسية واقتصادية واجتماعية جد دقيقة، “نحن داخل حزب الأصالة والمعاصرة، واعون باستمرار خصوم بلادنا في تسخير كل إمكانياتهم وثروات شعوبهم للتشويش على الحق المغربي، ومحاولة نيل انتصارات زائفة تتنافى مع القرارات الأممية ومع الشرعية الدولية وحتى مع الواقع، كما حصل مع قرار محكمة العدل الأوربية مؤخرا، والذي حاول استفزاز المغاربة من خلال تزوير الوقائع. وخَيْراً فعلت بلادنا حين اعتبرت أننا غير معنيين بهذا القرار غير المنطقي، لأن المعني به في الحقيقة هو القرار السياسي الأوربي الذي يعرف جيدا حجم صدق المغرب كشريك استراتيجي موثوق فيه”.
وتابع عضو القيادة الجماعية كلمته التوجيهية بالقول، “أنه انسجاما مع ما جاء في مضامين الخطاب الملكي السامي الموجه بمناسبة افتتاح السنة التشريعية الجديدة، فإن حزب الأصالة والمعاصرة، مدرك أن المرحلة المقبلة تتطلب من الجميع المزيد من التعبئة واليقظة، لمواصلة تعزيز موقف بلادنا، والتعريف بعدالة قضيتنا، والتصدي لمناورات الخصوم، كما نعتمد التوجيهات الملكية السامية كحزب وطني مسؤول، خارطة طريق في رسم معالم تَحَرُكَاتِنا مُسْتَقْبلاً في قضية الصحراء المغربية “.
وأضاف عضو القيادة الجماعية “أن التوجيهات الملكية السامية بما هي خارطة طريق لنا في ملف الصحراء المغربية فإنها كذلك في باقي القضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، وآخرها التوجيهات السامية لجلالة الملك للحكومة بتأهيل المناطق المتضررة من الفيضانات، وبتمديد تقديم المساعدات المادية الشهرية للأسر المتضررة من الزلزال”.
واسترسل بنسعيد بالقول، “وقَبْلَهُما بأسابيع قليلة المبادرتين الإنسانيتين المتمثلتين في العفو على عدد من النشطاء والصحافيين بمناسبة عيد العرش المجيد لهذه السنة وعفوه السامي على 4831 شخصا من المدانين أو المتابعين أو المبحوث عنهم في قضايا تتعلق بزراعة القنب الهندي، في مبادرات اجتماعية “نجدد باسمكم جميعا تَثْمِينَها والاعتزاز بها لما تُخَلِفُه من ارتياح شعبي كبير، وإشادات حقوقية وسياسية واسعة، داخل الوطن وخارجه، وتُحملنا كنخب سياسية مسؤولية صيانة هذه المكتسبات الإصلاحية الاجتماعية والحفاظ على هذا الرصيد الحقوقي القوي، والدفع بهما نحو المزيد من التحصين والتقدم”.
وعلى صعيد اَخر اعتبر بنسعيد أنه في الوقت الذي تحقق فيه بلادنا العديد من المكتسبات السياسية والديمقراطية، مما يجعلها تَنْعَمُ بتطور سياسي وديمقراطي متواصل، وباستقرار مؤسساتي، “فإننا في حاجة اليوم إلى إصلاحات سياسية جديدة، هدفها تطوير ديمقراطيتنا والرفع من جاذبية نموذجنا السياسي لجلب نخب جديدة بالانخراط في الفعل السياسي، اعتبارا منا بأن الإصلاح الحقيقي هو الذي يطور طرق العمل والممارسة السياسية المؤسساتية”.