شن الجيش الإسرائيلي ضربات على الضاحية الجنوبية لبيروت، استهدف بعضها جمعية “القرض الحسن” التابعة لحزب الله، فيما كشفت قوات اليونيفيل أن جرافة إسرائيلية هدمت برجا للمراقبة وسياجا بموقع للأمم المتحدة
.ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية اللبنانية أن أربع غارات إسرائيلية شُنت على الضاحية الجنوبية لبيروت الأحد (20 أكتوبر 2024) استهدف بعضها جمعية « مؤسسة القرض الحسن » التابعة لحزب الله بعدما حذر الجيش الإسرائيلي من أنه سيضرب فروعها، طالبا من السكان الابتعاد عنها.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت قد قال الأحد خلال تفقده للجنود عند الحدود مع لبنان: « نحن لا نهزم العدو فحسب، بل ندمره في كل القرى على طول الحدود ». وأضاف بالقول: « القوات تدمر أنفاق حزب الله ومخازن الأسلحة والبنية التحتية ». وتابع غالانت « هدفنا هو ‘تطهير’ المنطقة بالكامل حتى يتمكن سكان التجمعات السكنية في شمال إسرائيل من العودة إلى منازلهم ».
يأتي ذلك في وقت شنّت فيه طائرات إسرائيلية الأحد غارات على أكثر من 50 بلدة وقرية في جنوب لبنان، وفق ما أوردت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية.
وقام الجيش الإسرائيلي بـ « تفجير » منازل على نطاق واسع في ثلاث بلدات في جنوب لبنان، هي العديسة ورب ثلاثين ومركبا المجاورتين، بحسب الوكالة. وطالت الغارات مدينة النبطية للمرة الثالثة منذ نهاية الأسبوع الماضي.
ومنذ أن صّعدت إسرائيل في 23 سبتمبر الماضي وتيرة غاراتها في لبنان، استهدفت خصوصا معاقل حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت وفي جنوب البلاد وشرقها. وأعلنت نهاية الشهر نفسه بدء عمليات توغل بري عبر الحدود.
ضرب الذراع المالية لحزب الله
وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري قد قال الأحد إن إسرائيل ستنفذ ضربات محددة على مواقع تابعة للذراع المالية لجماعة حزب الله في لبنان في الساعات القادمة، وحث السكان على إخلاء المناطق القريبة من تلك المنشآت. وأضاف المتحدث في إفادة صحفية « سنهاجم عددا من الأهداف في الساعات القادمة ».
وذكر هاغاري « خلال الساعات المقبلة سنصدر تحذيرا بالإخلاء لسكان لبنانيين في بيروت ومواقع أخرى لإجلائهم من مواقع تُستخدم في تمويل أنشطة حزب الله الإرهابية ». وتابع المتحدث قائلا « نناشد الأشخاص المتواجدين داخل مبانٍ يستخدمها حزب الله الابتعاد عنها لمسافة 500 متر على الأقل خلال الساعات القليلة المقبلة ».
وذكر مسؤول مخابرات إسرائيلي كبير أنهم سيهاجمون فروعا مختلفة لجمعية « القرض الحسن »، الذراع المالية لحزب الله والمدعومة من إيران. ولم يذكر تفاصيل عن المواقع التي سيتم استهدافها.
وقال مسؤول كبير في الاستخبارات الإسرائيلية لصحافيين بأن الضربات المخطط لها تستهدف ليس فقط الإضرار بحزب الله على الصعيد المالي فحسب، بل التأثير على الشيعة الذين يلجأون لخدمات مؤسسة « القرض الحسن ».
وقال المسؤول خلال إحاطة إعلامية طالبا عدم الكشف عن هويته « الهدف الرئيسي هو التأثير على علاقة الثقة بين حزب الله والكثير من أفراد الطائفة الشيعية الذين يستخدمون هذا النظام ». وأضاف أن مؤسسة القرض الحسن « لا تعود ملكيتها للدولة اللبنانية بل لحزب الله ».
وتمتلك المؤسسة المالية المرتبطة بحزب الله أكثر من 30 فرعا في أنحاء لبنان منها 15 فرعا في وسط بيروت وضواحيها.
يُذكر أن الولايات المتحدة فرضت عقوبات على جمعية « القرض الحسن » في 2007، قائلة إن حزب الله يستخدمها « كغطاء لإدارة الأنشطة المالية للجماعة الإرهابية والوصول إلى النظام المالي العالمي ». كما تصنفها السعودية على أنها « كيان إرهابي ».
وتعتبر دول عديدة حزب الله، أو جناحه العسكري، منظمة إرهابية من بينها الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا ودول أخرى. كما حظرت ألمانيا نشاط الحزب على أراضيها في عام 2020 وصنفته كمنظمة إرهابية.
هدم برج لليونيفيل
من جانب آخر أعلنت قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان (يونيفيل) الأحد أن الجيش الإسرائيلي « هدم عمدا » برج مراقبة وسياجا بأحد مواقعها في جنوب لبنان، مؤكدة أن جنودها لا يزالون منتشرين في جميع المواقع.
وقالت اليونيفيل في بيان « هدمت جرافة تابعة للجيش الإسرائيلي عمدا برج مراقبة وسياجا محيطا بموقع للأمم المتحدة في مروحين »، مضيفة أن جنودها « لا يزالون في جميع مواقعهم » رغم « الضغوط التي تمارس على البعثة وعلى البلدان المساهمة ».
دوتشي فيليه