بعد انتهاء فعاليات نصف ماراثون العيون الدولي، واصل عبد السلام بيكرات، والي جهة العيون الساقية الحمراء، برفقة مولاي حمدي ولد الرشيد، رئيس جماعة العيون، سلسلة من التدشينات والأنشطة الاحتفالية بمناسبة الذكرى 49 للمسيرة الخضراء.
وقد شارك في هذه المناسبة لحسن السعدي، كاتب الدولة المكلف بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامن، وحمدي ولد الرشيد، رئيس جهة العيون الساقية الحمراء، ومولود علوات، رئيس المجلس الإقليمي للعيون، إلى جانب نخبة من المنتخبين والبرلمانيين، وممثلي السلطات المحلية والأمنية والعسكرية، وأعضاء المجتمع المدني، ورجال الصحافة والإعلام.
بدأت هذه الأنشطة بتدشين المعهد المتخصص في الفنون التقليدية، حيث أشرف لحسن السعدي، بمعية الوالي ورئيس جماعة العيون، على افتتاح هذا الصرح الثقافي. ويعدّ المعهد إضافة نوعية لمدينة العيون، إذ سيساهم في تدريب وتأهيل الشباب في مجموعة من الحرف التقليدية، مما يعزز فرص الحفاظ على التراث الثقافي ويوفر إمكانات لتطوير كفاءات محلية مبدعة في هذا المجال. ويُتوقع أن يكون لهذا المعهد دور كبير في تنشيط الاقتصاد المحلي وتعزيز صناعة الحرف التقليدية.
بعد ذلك، قام الوفد بزيارة معرض الصناعة التقليدية بمنصة معارض مدينة العيون، الذي يضم تشكيلة واسعة من الأعمال اليدوية والمشغولات من إبداع حرفيين محليين وآخرين من مختلف أنحاء المملكة. استعرض الحرفيون منتجاتهم التي تعكس عمق وأصالة التراث المغربي، وتبرز المهارات المتنوعة في مجال الحرف التقليدية. وقد عبّر الوفد عن إعجابه بجودة المنتجات وأكدوا على أهمية دعم الصناعات التقليدية، كونها جزءاً أساسياً من عملية التنمية المستدامة.
واختتمت جولة الوفد بزيارة مجمع الصناعة التقليدية بمدينة العيون، حيث اطلع الحاضرون على مختلف أقسام المجمع والخدمات المقدمة للحرفيين، وأبدوا اهتماماً كبيراً بتطوير هذا القطاع، لما يمثله من أهمية في الحفاظ على الهوية الثقافية ودعم الاقتصاد المحلي.
وقد شدّد مولاي حمدي ولد الرشيد، رئيس جماعة العيون، على ضرورة تعزيز برامج التكوين في الصناعات التقليدية، وإتاحة المزيد من الفرص للشباب للانخراط في هذه المهن التي تعكس الإرث الثقافي الغني. مؤكدا على تعزيز هذا القطاع ليواكب متطلبات السوق ويستجيب لحاجيات التطور والابتكار في صناعة الحرف التقليدية.
تجسد هذه الفعاليات رؤية جماعة العيون في دعم التنمية المحلية وتعزيز التراث الثقافي، مما يسهم في ترسيخ مكانة المدينة كنموذج للإشعاع الحضاري والتنمية المستدامة في الأقاليم الجنوبية.