انطلقت الأربعاء فعاليات الملتقى الروحي الثاني لموسم الإمام “سيدي محمد بن سليمان الجزولي” بمدينة مراكش، والذي تنظمه الجمعية اليوسفية للتراث والسماع وتلاوة دلائل الخيرات، بمشاركة نخبة من العلماء والشيوخ والباحثين من داخل المغرب وخارجه. ويستمر الملتقى حتى 22 نونبر، مستعرضًا شخصية الإمام الجزولي كرمز بارز في تاريخ العلم والتصوف بالمغرب.
وافتُتحت فعاليات الملتقى بجلسة علمية احتضنها المركب الإداري والثقافي محمد السادس التابع لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بباب إغلي. وتناولت الجلسة موضوع “عناية ملوك الدولة العلوية بكتاب دلائل الخيرات للإمام الجزولي”، برئاسة الأستاذ أحمد غاوش، عضو المجلس العلمي المحلي بمراكش. وشهدت الجلسة حضور شخصيات بارزة، منها ممثلو وزارة الأوقاف، ورؤساء المجالس العلمية المحلية والجهوية، إضافة إلى ممثلين عن الرابطة الوطنية للطريقة الجزولية.
وتضمنت فعاليات اليوم الأول جلسات علمية مهمة بمشاركة مجموعة من الأكاديميين والباحثين في مجال التصوف والدراسات الإسلامية. في الجلسة الأولى التي ترأسها الأستاذ هشام السعيدي، ناقش عدد من العلماء محاور تتعلق بدور الإمام الجزولي في نشر التصوف وكتاب “دلائل الخيرات”. ومن بين المتدخلين الدكتور عبد الهادي النجار (جامعة جيورجيا الأمريكية)، والدكتور محمد الفران، والدكتور الشيخ المسند ناجي بن راشد العربي (جامعة البحرين)، إلى جانب شخصيات أخرى بارزة.
أما الجلسة الثانية، التي ترأسها الباحث نور الدين الدرقاوي، فقد تناولت قضايا مرتبطة بالتراث الصوفي بحضور نخبة من المتخصصين، مثل الأستاذ محمد صلاح المستاوي، والدكتور مولاي الطيب الوزاني، والدكتور جمال الدين الريسوني، والدكتورة سعيدة أملاح، الذين قدموا رؤى جديدة حول مكانة التصوف في السياق المعاصر.
وأشار احمد بلطاقي رئيس الجمعية اليوسفية للمديح والسماع وانشاد دلائل الخيرات، في تصريح للصحافة، إلى أن الدورة الثانية تأتي تتويجًا للنجاح الذي حققته النسخة الأولى، واستمرارًا في التعريف بالإمام الجزولي ومكانته في الفكر الصوفي.
واضاف بلطاقي في تصريحه، ان فعاليات الملتقى ستشهد برامج متنوعة تشمل جلسات علمية، حفلات للمديح والسماع، وموكبًا احتفاليًا ينطلق من ضريح “سيدي عبد الله الغزواني” إلى ضريح الإمام الجزولي، في أجواء تعكس التراث الروحي المغربي.
تُختتم فعاليات الملتقى يوم الجمعة بحفل مديحي كبير في فضاء المحاضرات بالمركب الإداري والثقافي محمد السادس، بمشاركة أبرز المداحين المغاربة، في لوحة تجسد عمق الارتباط بتراث الإمام الجزولي ودوره في ترسيخ القيم الروحية بالمجتمع المغربي.