يحكي الفيلم الروائي الأول لمخرجه الذي عرض في إطار المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش قصة مجموعة من المراهقين الشغوفين بموسيقى الأندرغراوند، تحت قيادة يوتا وكو.
عقب مقلب ضد مديرهم، تنصب الثانوية نظام مراقبة متطورا يدعى “بانوبتي”. إنه نظام يرمز الى مجتمع بات أكثر خضوعا للرقابة وأكثر قمعية.
بالموازاة مع ذلك، يتم تسجيل هزات أرضية متكررة، مما يزيد في تفاقم الأزمة خارج أسوار المدرسة. تجد الشخصيات نفسها في مواجهة معضلات شخصية ومجتمعية: التقليد، السلطة، المقاومة، والتحديات المرتبطة بالهوية والتعددية الثقافية في مجتمع ياباني يعيش ذروة التحول.
يستكشف الفيلم مواضيع عميقة مثل الرقابة والقومية واللامساواة مع رصد أبعاد انسانية تجسدها علاقات الصداقة ولحظات التعبير عن التضامن.
ينزع الأسلوب البصري للفيلم الى لقطات مطولة تعكس جمود عالم قمعي، مع اللعب على الإضاءة الطبيعية لخلق التناقض بين المحيط العقيم واللحظات الحميمية للشخصيات. أما الشريط الصوتي فيتميز بموسيقى تتعاقب فيها وصلات هادئة مع إيقاعات الأندرغراوند، بما ينتج لحظات من التوتر والتمرد، فضلا عن مؤثرات صوتية لنظام المراقبة وللهزات الأرضية. ويستخدم الصمت أيضا بشكل ذكي لتثمين لحظات استبطان الذات والتعبير عن المشاعر العميقة.
وينتهي الفيلم بمشهد مفتوح ومؤثر، مجسد للتوتر القائم بين الأمل في التغيير والحدود المفروضة من قبل نظام ضاغط. نهاية تدعو المشاهد الى التفكير في أهمية المقاومة في عالم مكبل بالقيود.
يذكر أن نيو سورا مخرج وفنان ومترجم يعيش بين نيويورك وطوكيو. أخرج فيلما عن حفل ريويتشى ساكاموتو “أوبوس” (2023) الذي عُرض في مهرجان البندقية السينمائي. وكتب وأخرج أيضًا الفيلمين القصيرين “الدجاجة” (2020) الذي شارك في مهرجان لوكارنو، و”علبة السكر الزجاجية” (2022) الذي فاز بجائزة أفضل فيلم قصير في مهرجان إندي ممفيس السينمائي. تم اختياره ضمن 25 وجها جديدا في السينما المستقلة من قبل مجلة Filmmaker.
ويشارك الفيلم في المسابقة الرسمية لمهرجان مراكش التي تضم 14 فيلما تمثل جغرافيات وحساسيات فنية مختلفة، وتم اختيارها من الأفلام الأولى أو الثانية لمخرجيها.
