وتقدر التكلفة الإجمالية لهذه النسخة الاستثنائية من كأس العالم بما يتراوح بين 15 و20 مليار دولار أمريكي (أو ما بين 150 و200 مليار درهم مغربي). وهذا المبلغ قريب من مبلغ نسخة 2026 التي ستقام في أمريكا الشمالية، لكنه يظل أقل بكثير (حوالي 10 أضعاف) من الميزانية الهائلة لكأس العالم 2022 في قطر، والتي بلغت تكلفتها 220 مليار دولار.
وبالنسبة للمغرب، سيتم تخصيص جزء كبير من النفقات، المقدرة بما بين 5 و6 مليارات دولار (50 إلى 60 مليار درهم)، لتنظيم المباريات الثلاثين التي ستقام في ست مدن بالمملكة. ويشمل هذا المبلغ أيضًا استثمارات في البنية التحتية وتجديد الملاعب، وفقًا لتقرير صادر عن مركز “سوجي كابيتال جيستيون”.
يشير هذا التقرير إلى أن الفيفا حدد متوسط تكلفة تنظيمية قدرها 1.97 مليار دولار لكل دولة مضيفة. كما ينص على نفقات كبيرة لتجديد الملاعب (17 مليار درهم)، وتهيئة ملاعب التدريب (8 مليار درهم)، وكذا لتحسين البنية التحتية للنقل والتنظيم بشكل عام (17 و10 مليار درهم على التوالي). .
وسيتم توفير التمويل لهذا الحدث من قبل العديد من الجهات الفاعلة، حيث تساهم الدولة المغربية بمبلغ 25 مليار درهم، في حين ستوفر الشركات العامة ومصادر أخرى أموالا إضافية.
وفي إسبانيا، فإن الفوائد الاقتصادية المترتبة على بطولة كأس العالم 2030 كبيرة. وبحسب التقديرات، سيولد هذا الحدث نحو 5.12 مليار يورو للناتج المحلي الإجمالي الإسباني، مع تجاوز الإنفاق السياحي 5.5 مليار يورو بحسب صحيفة “إل بيريوديكو”.
وتتوقع السلطات الإسبانية أيضا خلق أكثر من 82 ألف فرصة عمل وعائدات تتجاوز 5 مليارات يورو، خاصة بفضل مبيعات التذاكر والخدمات المرتبطة بها. ومن الممكن أن تزيد هذه الإيرادات بنسبة 5% مقارنة بالنسخة السابقة، مع توقعات بقيمة 190 مليون يورو من إيرادات التذاكر وأكثر من 2.8 مليون يورو من مبيعات الأطعمة والمشروبات.
ومن ناحية أخرى، فإن التكاليف بالنسبة لإسبانيا، على الرغم من أهميتها، سيتم تخفيضها بشكل كبير من خلال تقاسم المنظمة مع البلدان المضيفة الأخرى، والتي تقدر بنحو 1.43 مليار يورو. ومن بين النفقات الرئيسية تكاليف البث التلفزيوني (320 مليون يورو) ورواتب الفريق (240 مليون يورو)، حسبما يؤكد نفس المصدر.
أما في البرتغال، فتكشف الصحافة أن التوقعات تشير إلى تأثير مباشر على الناتج المحلي الإجمالي يتراوح بين 800 مليون ومليار يورو. ومن المتوقع أن يستقبل ما بين 300 ألف و500 ألف زائر، مما سيولد إنفاقًا محليًا يقدر بنحو 500 إلى 660 مليون يورو.
بالإضافة إلى ذلك، أكدت برايس ووترهاوس كوبرز (PwC) أنه من المتوقع أن تستفيد البلاد من خلق 20 ألف فرصة عمل وتأثير إيجابي على قطاعات مثل السياحة وجودة القوى العاملة والتماسك الاجتماعي. وتقدر تكاليف البرتغال بنحو 350 مليون يورو، نظرا لدورها في استضافة ما بين 15 إلى 18 مباراة.
ويمثل هذا المشروع أيضا الأول من نوعه بالنسبة للبرتغال، التي لم تستضيف نهائيات كأس العالم ولكنها نظمت بطولة أمم أوروبا 2004. وقد استضافت إسبانيا، من جانبها، مسابقتين دوليتين كبيرتين، كأس العالم 1982 وبطولة أوروبا 1964. والمغرب، من جانبه، وتستعد لاستضافة بطولة كأس الأمم الأفريقية الثانية لها نهاية عام 2025 بعد أن نظمتها بالفعل عام 1988