24 ساعةسلايدرسياسةمجتمع

صحافة الهامش…. من الهامش الى التهميش

عبد الكريم علاوي_التاريخ لا يكتبه الإعلام، و إنما تكتبه المواقف، و هو ميدان واسع الأرجاء ، تدخله الجماعة، كما يدخله الفرد، و يدخله الآحاد، كما يدخله الآلاف.
غير أن بوابة الدخول لا تفتح بضرب الطبول الجوفاء، و لا بكيل المديح المتزلف، و التاريخ لا يقبل المصنعات الزائفة أو المزورة.

التاريخ تصنعه مواقف في ميدان مكشوف، تعجز كل عواصف الرمل، و غبار التراب، و أدخنة المطابخ أن تحجبه عن الأنظار، و إن استطاعت – حين غفوة – أن تفعل ذلك، لكنها غفوة يسيرة تتبعها يقظة يتلاشى و ينتهي معها الغبش ، فتبرز الحقيقة كسطوع شمس النهار.

لو كان الإعلام – على أهميته و دوره – يكتب التاريخ ؛ لكانت قصائد الشاعر المتنبي التي قالها في سيف الدولة الحمداني قد وضعته في مقدمة مشاهير التاريخ، لكنها في الأخير على ما تميزت به تلك القصائد من جودة السبك، و جزالة اللفظ، و عظمة التصوير، و جمال الوصف، آبت مع الزمن إلى نصوص أدبية، مع رائحة محدودة الأثر من الناحية التاريخية؛ ذلك لأن الإعلام لا يصنع التاريخ، و إنما يصنع التاريخ المواقف.

فالتعددية وعدم التمييز شرط أساسي لتعزيز و تخليق المشهد الديمقراطي وهي الضامن في إعمال دستورانية الصحافة كحق مكفول..

مشهد الصحافة الرياضية كرس ثقافة ” التركيز ” و ضرب منطق الجهوية المتقدمة عرض الحائط. فما كان الأمس يسري على الصحافة الورقية ، بات اليوم كذلك مقدساً في الصحافة الالكترونية..المحور القوي التهم حظوظ البقية و أسس لمنطق الاعلام دائم العضوية في المحافل و التظاهرات و المحطات التي تحتضنها بلادنا.

محطة جوائز الكاف كرست مرة أخرى منطق كوطة صحافة المركز و أجهزت على أحلام الإعلام الجهوي و مواقع الظل في معانقة الأضواء الساطعة في ليلة نجوم الكرة و الرياضة بعاصمة النخيل .

أقصيت صحافة مراكش و معها الصحافة الجهوية واحترم المنطق السائد .
أن تكون بعيدًا عن المحور فأنت بعيد عن الصحافة ككل .
فالهامش لا يعترف بالصحافة او ربما الصحافة لا تعترف بالهامش.

فلا بد هنا أن ان نسجل وباستغراب شديد غياب أي موقف يذكر لانصاف أبناء هذه المدينة التي أفرغت منهم وخاصة الشباب .
فبعد كل محطة نكتفي بدور المتفرجين احيانا وتارةً أخرى نجد انفسنا نكتفي بأدوار “التريتور” منظم الحدث لاغير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى