وهيب اليتريبي يكتب..الغلاء يحاصر المغاربة.. والفقر يطرق الأبواب بقوة!
لم يعد الفقر زائرًا خفيفًا، بل صار ضيفًا ثقيلًا يفرض نفسه على ملايين الأسر المغربية. الغلاء يزحف بلا هوادة، يلتهم الأجور، ويجعل الأسواق ساحات للصدمة والذهول، حيث تتغير الأسعار يوميًا وكأنها في سباق نحو المجهول.
في كل بيت مغربي، هناك معاناة مكتومة أو صرخة غضب مكبوتة. مواطن يقف أمام رفوف المتاجر وفي ساحات الأسواق الشعبية، يحدق في الأسعار، ثم يعود من حيث أتى خالي الوفاض. أم تحاول أن تقنع أطفالها بأن العشاء المتواضع اليوم هو “اختيار صحي”، بينما الحقيقة أنه الخيار الوحيد المتاح.
أب يعمل ليل نهار، ومع ذلك يجد نفسه عاجزًا عن دفع الإيجار أو تسديد فاتورة الماء والكهرباء.
الأسواق تشتعل، الرواتب لا تتحرك، والحكومة تتحدث عن حلول لا تصل إلى موائد الفقراء. الاحتجاجات تتصاعد، واليأس يتسلل إلى النفوس، فإلى متى سيظل المواطن المغربي يقاتل وحده في هذه المعركة الخاسرة؟ وهل هناك ضوء في نهاية هذا النفق المظلم، أم أن الفقر أصبح قدرًا لا مفر منه؟
