عبد الكريم علاوي-على قدر الآلم يأتي الامل، قد تراه شخص يمتهن مهنته التي أحبها واستيقظ من اجلها فجرا كل يوم ، وقد يراه الجانب الأخر الشخص المنافس ” خوك فالحرفة عدوك” الذي يزاحمه في مراسي الاسماك بموانئ المغرب، وبقدر ما أصبح منبود من طرف ، هواة صيد المساكن وعلية الانتهازيين ، بقدر ما نال حصة الأسد من الشعبية ، وأصبح تراند وطونضونس البيع والشراء.
هل ستلد الحياة والغفلة بين البيع والشاري ، عبد الله اخر في مجالات اخرى ، سوق البنزين ، سوق الخضر والفواكه في سوق السياسة والتسيير وحتى فسوق راسك، هل في كل شخص فينا عبد الله ؟.
شاب بسيط اختار سياسة “صفي تشرب” ووزع الامل على فئة واسعة من المجتمع المغربي الذي اصبح مجال خصب للانتهازية وانتظار الفرصة او الغفلة للاجهاد على المواطن المغلوب على امره ، وزع السردين ، نعم وزع السمك بقدر الامل ، في الوقت الذي تتجاوز هذه المادة الحيوانية التي يزخر بيها بحري المغرب الاطلسي والمتوسطي اثمنة قياسية تلامس ال 30 درهما للكيلوغرام الواحد وبعيد الراحة البيلوجية للسردين ، اختار عبد الله الارتماء على موج عالٍ ليوزعه بخمسة دراهم للكيلوغرام مع التفاضل والمتاوية في حالة تجاوز الكيلوغرامات كيلو ب 100 وجوج ب 150 ، او حتى بالعرام ، التجارة التي باتت في طي الانقراض “العرام”.
بهذا المنطلق ، فتح عبد الله الباب على مصراعيه ، للحديث والنقاش العمومي وحتى السياسي ، فأصبح حديث العامة والخاصة واقتحم البرلمان من بوابة “صندوق السردين” حوت المغاربة الدراويش ، تساؤلات طرحها عبد الله حول حماية القدرة الشرائية ، توزيع الامل فتح الباب على دفتيه للسؤال عن لوبيات تتحكم في مسارات السلع من ألف سلسلة الانتاج وصولا الى ياء المستهلك.
هل سيفتح عبد الله مجال التحقيق والتدقيق من طرف مجلس المنافسة ، حول مسارات السلع المرتبطة بالحياة اليومية للمواطن ، من خبز وزيت وسرديل؟.
هناك فئة تبحث لتحوير النقاش عن سكته وتبخيس الشخص “كسماك” تنتهي مهمته عند غسل الصندوق من قشور الحوت ، دون الخوض في تفاصيل وفحوى هذا الحراك الاستهلاكي الذي بدأ يتجرع مرارة الغلاء في كل شيئ.
استطاع عبد الله ان يخلق نقاش او حتى الجدال الذي فشل فيه وزير الصيد عندما ربط الغلاء والندرة بالجفاف… نقاش يستدعي الوقوف والتأمل وحتى دراسة سوسيو لوجية لتركيبة المجتمع وفئاته وطبقاته.
دافع السماكون “مستهلكي السمك “عن عبد الله ، وطالب الخضرواتيين بعبد الله في اسواق الخضر والفواكه ، كما ينادي اللواحم بعبد الله بالمجازر ومحلات الجزارة ، ومطالب بعبد الله في اسواق الوقود …
