المصطفى درعة/في خطوة أثارت استياء سكان حي المحاميد بمقاطعة المنارة، أقدمت الشركة المكلفة بتدبير قطاع النظافة على وضع حاوية نفايات ذات سعة 1100 لتر بالقرب من الباب الخلفي لمسجد الصحابة، دون أي سند قانوني أو محضر رسمي. يأتي ذلك في ظل صمت الجهات المسؤولة عن مراقبة عمل الشركة التابعة لمجلس المنارة، مما زاد من حدة الانتقادات تجاه هذا الإجراء.
النظافة من الإيمان…ولكن!
وأفادت مصادر جريدة مراكش بوست،أن الشركة المعنية أزالت الحاوية السابقة التي كانت موضوعة بالقرب من الباب المحادي للمدخل الرئيسي لسوق الإمام مسلم، وهو المكان المخصص قانونيًا لتجميع المخلفات، خصوصًا بقايا الأسماك والخضروات المتعفنة الناتجة عن أنشطة السوق. ونتيجة لهذا القرار، أصبحت هذه الفضلات تزين الحاوية المجاورة للمسجد، متسببة في انبعاث روائح كريهة تؤثر على المصلين و معهم ساكنة إقامات أبراج الزيتون.
رمضان بين الطهارة والتلوث!
مع حلول شهر رمضان المبارك، كان السكان يطمحون لاستغلال محيط المسجد لأداء صلاة التراويح، خاصة مع تزايد أعداد المصلين. إلا أن الوضع الحالي حوّل هذا المكان الطاهر إلى مصدر للروائح الكريهة والتلوث، ما يتعارض مع قدسية المسجد وأهمية توفير بيئة نظيفة للمصلين.
كارثة بيئية
لم يقتصر الضرر على المسجد وحده، بل امتد ليشمل الحديقة المجاورة له و إقامة أبراج الزيتون، حيث تحولت إلى نقطة تجمع للنفايات، مما تسبب في تلوث بصري وبيئي أثر بشكل مباشر على جودة الحياة اليومية للساكنة. فإلى جانب الروائح الكريهة، يشكل تراكم القمامة بيئة خصبة لتكاثر الحشرات وانتشار الأمراض، ما يهدد الصحة العامة ويثير مخاوف السكان.
تخريب الحجر لاصق
لقد أسفر المرور المتكرر و اليومي لشاحنات من الحجم الكبير لتفريغ الحاوية المذكورة إلى إلحاق الضرر بالحجر لاصق (PAVI) ، جراء تقل العتاد المستعمل في هذا الشأن، مما يكبد ميزانية الجماعة خسائر مادية كبيرة، و المدفوعة من جيوب دافعي الضرائب من المواطنين.
غرامات في حق الشركة
و أفاد مصدر مطلع أن شركة النظافة قد تم تغريمها عدة مرات بسبب مخالفات مماثلة، حيث تم تغريمها مبلغ 3000 درهم في أكثر من مناسبة. وذلك بعد تدخل تقنيي وزارة الداخلية، ومع ذلك، يبدو أن هذه الإجراءات لم تكن كافية لردع الشركة عن تكرار نفس الأخطاء. وفي هذا الصدد، ينتقد السكان المجلس البلدي لوقوفه موقف المتفرج دون اتخاذ إجراءات حاسمة لمعالجة الوضع.
مطالب بالتدخل العاجل
أمام هذه الوضعية، يطالب سكان إقامة أبراج الكتبية ومرتادو المسجد الجهات المسؤولة بالتدخل العاجل لإعادة الأمور إلى نصابها، من خلال نقل الحاوية إلى موقع مناسب بعيد عن المسجد والحديقة، مع تشديد الرقابة على تدبير النفايات في المنطقة. كما يطالبون بضرورة احترام المعايير البيئية والصحية لضمان نظافة حيهم واحترام حرمة دور العبادة.
