ارتفعت حصيلة ضحايا حادث انهيار عمارة سكنية مكونة من أربعة طوابق، الذي وقع في وقت متأخر من ليلة الخميس/الجمعة بحي الحسني بمقاطعة المرينيين بمدينة فاس، إلى ستة قتلى وسبعة جرحى، وفق ما أفادت به مصادر طبية ومحلية متطابقة.
الانهيار المفاجئ للعمارة، الذي دوى في سماء الحي بعد منتصف الليل، خلف حالة من الذعر في صفوف الساكنة، التي سارعت، إلى جانب عناصر الوقاية المدنية، للمشاركة في عمليات الإنقاذ، بحثًا عن ناجين تحت الأنقاض.
وذكرت مصادر طبية من المستشفى الجهوي الغساني بفاس أن الجرحى السبعة أصيبوا بجروح متفاوتة الخطورة، وتم إدخال عدد منهم إلى قسم الإنعاش، في حين تم توجيه آخرين إلى أقسام المستعجلات لتلقي العلاجات الضرورية.
ورغم مرور ساعات على وقوع الحادث، ما تزال فرق الإنقاذ تواصل عمليات الحفر ورفع الأنقاض، وسط مخاوف من إمكانية وجود مزيد من الضحايا تحت الركام. وأوضحت السلطات المحلية أن الحصيلة تظل مرشحة للارتفاع في ظل استمرار الأشغال.
وتداول شهود عيان أن العمارة المنهارة كانت تعاني من تشققات ظاهرة منذ أسابيع، فيما لم تُعرف بعد الأسباب الرسمية التي أدت إلى الانهيار. وقد باشرت السلطات المختصة تحقيقاً عاجلاً لتحديد ملابسات الحادث وظروف تشييد البناية، ومدى احترامها لمعايير السلامة والجودة.
الحادث أعاد إلى الواجهة النقاش حول واقع المراقبة التقنية للبنايات القديمة، وظاهرة البناء غير المرخص له في بعض الأحياء، وهو ما دفع بعدد من جمعيات المجتمع المدني إلى المطالبة بفتح تحقيق شفاف وربط المسؤولية بالمحاسبة.
وتعيش مدينة فاس، منذ الساعات الأولى من صباح الجمعة، على وقع الحزن والترقب، بينما تتواصل الجهود للعثور على مفقودين محتملين، في مشهد إنساني مؤلم يختزل معاناة أسر فجعت في ذويها بين ليلة وضحاها.
