24 ساعةسلايدرسياسةمجتمع

رشيد بنشيخي من الرؤية إلى التدشين .. مركز التسليم الكهربائي الجديد بمراكش

في ظل الدينامية التنموية الكبرى التي تعرفها المملكة المغربية الشريفة، تشكل البنية التحتية الكهربائية إحدى الدعامات الأساسية لنجاح مشاريع التوسع الحضري، والانتقال الصناعي، والتحول الطاقي.

وفي هذا السياق، يكتسي مشروع مركز التسليم الكهربائي 20/225 كيلوفولط الواقع شمال غرب مدينة مراكش، أهمية استراتيجية تتجاوز حدود الجغرافيا المحلية لتلامس رهانات وطنية كبرى في مجالي الطاقة والتنمية المستدامة.

ويجدر التنويه إلى أن هذا المشروع المهم لم يكن وليد الصدفة وإنما جاء ثمرة للاستراتيجية الكبرى التي أرسى دعائمها  رشيد بنشيخي والي جهة مراكش آسفي بالنيابة وذلك خلال فترة توليه مسؤولية المدير العام للوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بمراكش، حيث عمل على وضع تصور استباقي يراعي التطورات العمرانية والاقتصادية المتسارعة التي تشهدها المدينة الحمراء ويستجيب في الوقت ذاته لمتطلبات التزود الآمن والمستقر بالطاقة.

يأتي هذا المشروع المتطور في سياق الاستجابة للاحتياجات المتزايدة للطاقة الكهربائية الناتجة عن النمو الديموغرافي والتوسع العمراني الذي تعرفه المدينة، خاصة مع إطلاق مشاريع حضرية كبرى ومنصات صناعية وسياحية ومؤسساتية تتطلب استقرارا في التزود بالكهرباء وجودة عالية في الخدمات، كما أن المشروع لا ينفصل عن رؤية الدولة لتعزيز جاذبية الأقطاب الحضرية من خلال توفير بنية تحتية قادرة على احتضان الاستثمارات الوطنية والدولية.

ويعتبر هذا المركز الكهربائي إحدى الركائز التقنية لضمان تزويد آمن وموثوق للطاقة بما يعزز قدرة الشبكة الكهربائية على التكيف مع التحديات المستقبلية خصوصا في ظل توسيع شبكات التنقل الكهربائي والرقمنة الشاملة للخدمات.

إن هذا المشروع الذي أنشأته الشركة الجهوية المتعددة الخدمات تحت الإشراف الخاص للمدير العام الجهوي عبد الله الإلهامي، لا يحمل فقط بعدا تقنيا وإنما يترجم إرادة مؤسساتية قوية لجعل البنية التحتية الطاقية أداة مواكبة فعلية للنمو الاقتصادي والاجتماعي في إطار مقاربة مندمجة للتخطيط الحضري والعدالة المجالية.

تمثل مراكش اليوم إحدى البوابات الاقتصادية والسياحية الكبرى للمغرب، ويجسد مركز التسليم الكهربائي الجديد رؤية استباقية متقدمة رشيد بنشيخي في مجال التهيئة الطاقية التي تتناغم مع التوجهات الوطنية الكبرى، خصوصا مع التزام المملكة برفع جاهزيتها لاستقبال المشاريع الضخمة المرتبطة بمونديال 2030.
ولأن الشيء بالشيء يذكر ، لابد من الإشادة بالعمل الجبار الذي يقوم به أطر ومستخدمي الشركة الجهوية، والذين ما فتئوا يبدعون ويجتهدون في تطوير وتحسين جودة الخدمات، والمساهمة في إنجاح المحطات الكبرى التي استضافتها المدينة مثل مؤتمر المناخ كوب 22 والمؤتمر العالمي للبنك الدولي، مما كان له أثر بالغ في تعزيز مكانة المغرب ودعم مسيرة التنمية المستدامة.
إن أهمية هذا المشروع لا تقف عند حدود سد الخصاص الطاقي، ولكن تتجلى أيضا في تعزيز أمن الطاقة وتحسين جودة الخدمات لفائدة المواطنين والمؤسسات والمستثمرين، وترسيخ نموذج تنموي يقوم على التكامل بين البنية التحتية والنمو الشامل، انسجاما مع الرؤية الملكية الرشيدة لمغرب طاقي مستدام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى