Uncategorized

من اليد الكريمة لأمير المؤمنين توج الدكتور عباس أرحيلة بجائزة محمد السادس للفكر والدراسات الإسلامية 2025

في ليلة مباركة من ليالي المغرب الروحية، تزامنا مع الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، توج الأستاذ الجليل الدكتور عباس أرحيلة بجائزة محمد السادس للفكر والدراسات الإسلامية لسنة 2025، تكريما لمساره العلمي الرصين وإسهاماته الفكرية المتميزة، وجاء هذا التتويج من يد أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، ليحمل رمزية مزدوجة: تقدير العلم والعلماء، وإعلاء مكانة الفكر النقدي المتجذر في القيم الإسلامية والمنفتح في الآن ذاته على أسئلة العصر وتحولاته.

يمثل هذا التتويج اعترافا بمسار أكاديمي إمتد لعقود، أثرى فيها الدكتور عباس أرحيلة المكتبة العربية بمجموعة من المؤلفات التي وسمت البحث البلاغي والنقدي والفكري بعمق المنهج وثراء المرجعية، فقد أسهمت أعماله في إعادة قراءة التراث البلاغي والنقدي العربي من زاوية معاصرة، تربط بين الأصالة الفكرية ومتطلبات التجديد دون أن تفقد صلتها بالجذور الحضارية والفكرية للإسلام.

من أبرز ملامح مشروعه الفكري دعوته إلى تجديد الدرس البلاغي والنقدي على أسس علمية رصينة، والانفتاح على المناهج الحديثة دون الانسلاخ عن خصوصية الثقافة العربية الإسلامية، كما عرف بدراساته حول النص القرآني، ومحاولاته تقديم قراءة بلاغية وإعجازية تجمع بين العمق اللغوي والدلالي والرؤية الجمالية للنص، وهو ما أكسبه تقديرا خاصا في الحقل الأكاديمي العربي.

إلى جانب ذلك، لم ينحصر اهتمام الدكتور عباس أرحيلة في الدراسات النظرية البحتة، ولكن قدم كذلك إسهامات عملية في تحقيق المخطوطات وصون التراث العربي الإسلامي، فكان مشروعه الفكري يعكس تكاملا بين البحث الأكاديمي والتحقيق العلمي في سبيل بناء معرفة متجددة تستحضر التاريخ وتنفتح على المستقبل.

إن هذا التكريم الملكي وهو الأرفع في مجال الفكر والدراسات الإسلامية بالمغرب، حيث يعتبر تتويجا لمسار علمي حافل وتأكيدا على المكانة المركزية التي يحظى بها علماءنا المغاربة في البناء الحضاري المغربي والعربي، فبأمثال الدكتور عباس أرحيلة، الذين جمعوا بين صرامة البحث الأكاديمي، عمق الانتماء الثقافي والقدرة على التجديد والإبداع يتجدد الأمل في نهضة فكرية ومعرفية قادرة على مواكبة التحديات الحضارية الكبرى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى