24 ساعةسلايدرسياسةمجتمع

وتيرة متسارعة وحصيلة إيجابية في إعادة إعمار المناطق المتضررة بإقليم الحوز

رغم التحديات الميدانية والإكراهات الجغرافية الصعبة، يواصل برنامج إعادة بناء وتأهيل المناطق المتضررة من زلزال إقليم الحوز تحقيق نتائج ملموسة، مع اقتراب نسبة إنجاز الأشغال من الاكتمال التام. فقد بلغت نسبة التقدم في إعادة الإعمار، إلى غاية 31 غشت 2025، ما مجموعه 91.33%، بعد الانتهاء من بناء حوالي 24.000 مسكن، وفق معايير مضادة للزلازل تستجيب للخصوصيات المعمارية والثقافية للمنطقة.

وقد تميز مسار تنزيل هذا البرنامج بطابع إنساني واضح، تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية، حيث جرى التركيز على ضمان ظروف عيش كريمة للساكنة المتضررة، وتوفير مساكن لائقة تحترم الكرامة الإنسانية، بعد إزالة جميع الخيام التي كانت منصوبة بشكل مؤقت في أعقاب الزلزال.

دعم مالي منتظم وتدابير تقنية دقيقة

واستفادت الأسر المتضررة من دعم شهري منتظم بقيمة 2500 درهم مخصص للكراء والإيواء، إضافة إلى إعانات مالية مباشرة لإعادة البناء بلغت 140.000 درهم أو 80.000 درهم، حسب طبيعة الضرر. وقد تم توزيع هذه الإعانات على أساس إحصاء دقيق أجرته لجان مختلطة، بإشراف السلطات المحلية.

من جهة أخرى، خضعت عملية منح تراخيص البناء لإشراف تقني صارم من قبل مهندسين معماريين ومكاتب دراسات متخصصة، وفق دفتر تحملات ينضبط للمعايير الهندسية والعلمية الحديثة، بما فيها تقنيات البناء المضاد للزلازل، وذلك لضمان سلامة وصمود المنشآت في المستقبل.

حلول ميدانية للمناطق الوعرة

وفي مواجهة الإشكالات المتعلقة بالبناء في المناطق الجبلية أو الوعرة، أو تلك المصنفة ضمن نطاقات ممنوعة البناء، تم اعتماد حلول بديلة بناء على دراسات تقنية معمقة وملاحظات المختبر العمومي للتجارب والدراسات (LPEE). وقد ساهم ذلك بشكل كبير في تسريع وتيرة الأشغال وتجاوز العقبات الميدانية التي كانت تعيق انطلاق بعض الأوراش.

ورغم كل الجهود المبذولة، ما تزال هناك نسبة 4% من الأسر المتضررة لم تبدأ بعد عملية البناء، إما بسبب نزاعات عقارية بين الورثة، أو حالات امتنعت عن مباشرة الأشغال رغم استفادتها من الدفعة الأولى للدعم المالي. وأكدت السلطات أنها باشرت الإجراءات القانونية اللازمة في هذا الإطار، بعد إشعار المعنيين وتذكيرهم مرارًا.

طموحات مرتفعة رغم المسارات المعقدة

من المرتقب أن ترتفع نسبة الأشغال إلى 93% نهاية شهر شتنبر الجاري، على أن تبلغ 96% خلال الشهرين المقبلين، فيما انطلقت مؤخراً الأشغال في 3% من الحالات التي كانت عالقة.

وتجدر الإشارة إلى أن عمليات ما قبل البناء – من إنقاذ وإحصاء وإزالة الأنقاض التي شملت أزيد من 23.500 منزل منهار – تطلبت مجهودات ضخمة وموارد بشرية ولوجستيكية استثنائية، بالنظر إلى التضاريس الوعرة التي تميز الإقليم، وصعوبة الولوج إلى العديد من الدواوير.

نموذج متقدم في تدبير ما بعد الكوارث

تُظهر المعطيات الرسمية أن برنامج إعادة البناء والتأهيل بالحوز يتميز بوتيرة أسرع بكثير من تجارب دولية مماثلة، والتي غالبًا ما تتطلب أزيد من ثلاث سنوات. في المقابل، لم تمر سوى سنة ونصف فقط منذ انطلاق عملية إعادة البناء فعليًا.

وهو ما يجعل من تجربة إعادة الإعمار بالحوز نموذجًا ناجحًا في تدبير مرحلة ما بعد الكوارث الطبيعية، يقوم على الالتقائية بين التوجيهات الملكية، والانخراط الفعّال للسلطات المحلية، والصرامة التقنية، والدعم الاجتماعي المباشر للساكنة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى